عودة الفارس: حين يوقظ اللمس ذكريات الأسطورة

كان يومًا عاديًا في المدينة الصاخبة، الشوارع مزدحمة والباصات تمضي في مساراتها المعتادة. وسط هذا الزحام، امتدت يده دون قصد ولمست يد فتاة كانت تقف بجانبه تنتظر الحافلة. في اللحظة التي التقت فيها يداهما، شعر بتيار كهربائي يسري في جسده، وتدفق سيل من الذكريات إلى ذهنه.
عودة الفارس
لم يكن مجرد شاب عادي، بل كان في زمن آخر فارسًا مغوارًا، يعتلي جواده بكل شجاعة، يخوض المعارك ويدافع عن الضعفاء. رأى نفسه يقف في ساحة معركة، سيفه يلمع تحت الشمس، وصهيل الأحصنة يملأ المكان. رأى عينيها هناك، نفس العيون التي أمامه الآن، عيون الفتاة التي لم يدرك أنه كان يبحث عنها منذ زمن بعيد.
القدر يعيد ماضيه
قبل أن يستوعب الأمر، ركبَت الفتاة الحافلة وابتعدت، تاركة وراءها غموض اللحظة. وقف في مكانه للحظة، قلبه يخفق بسرعة، وكأنه يسمع إيقاع الطبول القديمة تدعوه للقتال من جديد. فجأة، لمح حصانًا بني اللون يركض بلا فارس وسط الشارع، كأن القدر نفسه يعيد إليه ماضيه المفقود.
اندفع نحوه وقفز على ظهره بخفة، كما لو أنه لم يفقد مهاراته يومًا. شقَّ الشوارع بسرعة، متجاوزًا السيارات والدهشة التي علت وجوه المارة. تسابق مع الزمن حتى اقترب من الحافلة، وعندما التقت عيناهما مجددًا، لم يكن هناك شك في الأمر—لقد عاد الفارس، وعادت الأسطورة للحياة من جديد.
تعليقات